أبو زيد: الأرض تقاتل مع أصحابها في غزة
أخبار الأردن -
قال الخبير العسكري والاستراتيحي نضال أبو زيد في قراءة له لمشهد الأوضاع في غزة، إن جيش الاحتلال و بعد استعصاء العملية العسكرية واستنفاذ بنك الأهداف تحول من تكتيكات تحقيق الأهداف إلى الانتقام، وهذا ما يفسر قصف أحد مراكز إيواء المدنيين في النصيرات وسط قطاع غزة.
وأكد أبو زيد أن جيش الاحتلال يشهد تحولات متسارعة حيث يبدو انه وبعد دخول العملية العسكرية في يومها الخامس من الشهر العاشر لم يعد يستطيع التحرك بمساحات واسعة لعدة اسباب ابرزها ان المقاومة نجحت بتجريد قوات الاحتلال من عنصر الاستخبارات فلم يعد قادرا عن تغذية فقرة التنفيذ لدى القطاعات المقاتلة بالمعلومات و الاهداف ، كما ان المقاومة نجحت باستثمار ركام المنازل الناتج عن التدمير الكبير لتحوله الى مانع صناعي يعيق تقدم اليات الاحتلال ويسمح بفرض ميادين رمي قصيرة وضيقة لنيران قوات الاحتلال اضافة لاستغلال ذلك في التخفية والتستر وشن الكمائن والغارات كما حصل مؤخرا في تل السلطان جنوبا و الشجاعية شمالا.
وأوضح أن الأرض تقاتل مع اصحابها حيث يخطط الاحتلال على مايبدو للتوغل داخل الشجاعية والعبور منها عبر طريق بغداد الى طريق عمر المختار ليتمكن بذلك من توفير حرية حركة شمالا نحو حي التفاح وغربا نحو حي الزيتون لكن وبعد 10 ايام من القتال في الشجاعية يبدو ان المقاومة تدرك الخطوة القادمة للاحتلال لذلك تطبق نموذج خان يونس وتقاتل على اطراف حي الشجاعية وليس داخل الشجاعية بذلك تمنع الاحتلال من امكانية التوغل في الحي الذي لاتتجاوز مساحته 2 كم مربع.
وحسب ابوزيد، فإن اختلاف شكل القتال في الشجاعية عن رفح بان المقاومة لديها القدرة على التأقلم مع الجغرافيا لذلك تنجح بتطويع الارض لصالحها في مواجهة قوات الاحتلال .
واشار الى ان الاحتلال مصمم على مسك كريدورات برية عرضانية مثل ممر نتساريم وفيلادلفيا لتحقيق اهداف عسكرية وسياسية في حالة التحول الى المرحلة الثالثة، حيث يشن عملياته انطلاقا من هذه الممرات التي من المفترض ان توفر له قابلية حركة جيدة ، وسياسيا يحاول للاحتلال تعزيز اوراقه التفاوضية ومسك مناطق حاكمة يمكن من خلالها ان يفاوض عليها في ظل فقدانه لاي اوراق تفاوضية قوية تمكنه من فرض ولو جزء من شروطه على طاولة المفاوضات.